الذكاء الاصطناعى على السوشيال ميديا: كيف يخدمك ويطوّر تجربتك!

في عالم السوشيال ميديا اليوم، أصبحت تطبيقات الـ AI ليست فقط لتزود المتعة والتفاعل، لكن أيضاً لتحلل سلوكنا وتقدّم محتوى يناسب اهتماماتنا بدقة متناهية.

في عالم الشبكات الاجتماعية اليوم، أصبح من الواضح أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي (AI) لا تقتصر على زيادة المتعة والتفاعل فحسب، بل تُحلل سلوكنا وتقدّم محتوى يُلائم اهتماماتنا بدقة فائقة. هذه التقنيات لا تقف عند حد اقتراح المنشورات؛ فهي تشرف على تنقية المحتوى من التعليقات المسيئة، وتُحسّن جودة الصور ومقاطع الفيديو، وتقدّم أدوات موجهة للمسوقين والمبدعين لإيصال رسالتهم بأقل جهد وأعلى تأثير.

الذكاء الاصطناعى على السوشيال ميديا: كيف يخدمك ويطوّر تجربتك
الذكاء الاصطناعي على الشبكات الاجتماعية: كيف يخدمك ويطوّر تجربتك

مزايا استخدام الذكاء الاصطناعي على الشبكات الاجتماعية

سنتناول هنا مميزات تطبيق الذكاء الاصطناعي على الشبكات الاجتماعية، ونرى كيف تعمل على أرض الواقع، ولماذا تُحدث فرقًا في تجربة المستخدمين والمسوقين.

1. تخصيص المحتوى (Personalization):

تعتمد هذه الميزة على تجميع وتحليل كميات ضخمة من البيانات حول سلوك المستخدم — مثل الإعجابات، التعليقات، مدة مشاهدة الفيديوهات، والهاشتاجات التي يتفاعل معها — وذلك لبناء "نموذج توصية" يعرض لك محتوى يُتوقع أن ينال إعجابك بالفعل.

وفقًا لدراسة من شركة IBM، فإن حوالي 92% من المؤسسات تستخدم التخصيص القائم على الذكاء الاصطناعي لتحقيق النمو وزيادة الإيرادات، ويتوقع 71% من المستهلكين محتوى مخصصًا من الشركات.

النتيجة العملية: كل تفاعل تقوم به يُدخل في حلقة تغذية راجعة — يتعلم منها النموذج مباشرة ويُحدّث نفسه يومًا بعد يوم — حتى لا تشعر بالرتابة أبدًا.

2. تنقية المحتوى ومراقبته (Content Moderation):

تستخدم الأنظمة تقنيات الرؤية الحاسوبية (Computer Vision) المدربة على ملايين الصور ومقاطع الفيديو لاكتشاف المشاهد المسيئة أو العنيفة وحظرها قبل عرضها للمستخدمين، الأمر الذي يقلل بدوره من الاعتماد على البلاغات اليدوية ويحافظ على أمان المجتمع الافتراضي.

كما يتم توظيف معالجة اللغة الطبيعية (NLP) لاكتشاف خطاب الكراهية والمعلومات المضللة في التعليقات والنصوص، مع آلية هجينة تجمع بين "الذكاء الاصطناعي والمراجعة البشرية" للحالات الغامضة فقط، مما يقلل الضغط على فرق السلامة ويزيد من دقة القرارات.

بحسب تقرير من Chekkee، تحدد تقنيات NLP النوايا والسياقات لمنع نشر النصوص الضارة بسرعة أكبر بكثير من المراجعة اليدوية التقليدية.

3. توصيات الإعلانات والتسويق الذكي (Targeted Advertising):

يُحلل الذكاء الاصطناعي بيانات المستخدم — العمر، الجنس، الموقع، الاهتمامات، والسلوك الشرائي — لبناء شرائح دقيقة للإعلان، مما يزيد من معدل التحويل ويقلل من هدر الميزانية الإعلانية بشكل ملحوظ.

على سبيل المثال، بحسب صحيفة Wall Street Journal، تطبق منصات مثل Etsy وeBay التخصيص الفائق (hyper-personalization) لجذب العملاء وزيادة المبيعات عبر توصية منتجات محددة لكل مستخدم بناءً على بياناته السابقة.

ونجد أن شركات كبرى (مثل Delta Air Lines وMars) تستخدم شبكات عصبية متقدمة لتحليل أداء الحملات وربط الإنفاق الإعلاني بالمبيعات الفعلية — كما فعلت شركة Delta التي نسبت مبيعات بقيمة 30 مليون دولار لرعايتها الأولمبية بفضل الذكاء الاصطناعي.

4. تحليلات الجمهور وقياس الأداء (Analytics & Insights):

أدوات التحليلات المدعومة بالذكاء الاصطناعي قادرة على معالجة كميات هائلة من البيانات في الزمن الحقيقي وتوليد تقارير دقيقة عن ساعات الذروة، وأنواع المنشورات الناجحة، وحتى تحليل المشاعر في التعليقات.

تقدم بعض المنصات لوحات معلومات تنبؤية (predictive dashboards) تستخدم خوارزميات التنبؤ لتوقع التوجهات القادمة — مما يسمح للمسوقين بتعديل استراتيجياتهم فورًا بناءً على توقعات قائمة على بيانات حقيقية.

منصة Sprinklr، على سبيل المثال، تجمع البيانات من أكثر من 25 قناة اجتماعية وتعرض تحليلات فورية وتقارير تفصيلية تساعد العلامات التجارية في تحسين تجربة العملاء وتحقيق عائد أعلى على الاستثمار (ROI).

أمثلة تطبيقية

١. خوارزميات التوصية (Recommendation Engines):

يُحلل تطبيق تيك توك آلاف الإشارات من سلوك المستخدم — الإعجابات، التعليقات، مدة مشاهدة الفيديو، وحتى هاشتاجاتك المفضلة — لبناء نموذج توصية يعرض لك أولًا المحتوى المتوقع أن ينال إعجابك، ويضمن لك تجربة سلسة وشيقة.

يعمل هذا النموذج في الوقت الفعلي: كل تفاعل منك يُضاف فورًا إلى بيانات التدريب، ويستخدم النظام خوارزمية Monolith ذات الجداول المتسربة (collisionless embedding) لتوليد اقتراحات خلال أجزاء من الثانية تقريبًا.

وفقًا لبحث من TikTok Academy، إذا كان المستخدم جديدًا ولم يختر فئات مبدئية، تعرض له الخوارزمية مقاطع فيديو رائجة حتى تجمع إشارات كافية لتمييز تفضيلاته، وبذلك تحل مشكلة "البداية الباردة" (cold start) بذكاء.

٢. اكتشاف المحتوى الآمن وتنقيته (Safe Content Detection):

يوظف إنستجرام شبكات عصبية تلافيفية (CNNs) مدربة على ملايين الصور ومقاطع الفيديو لاكتشاف المحتوى العنيف أو المسيء وحظره آليًا قبل عرضه للمستخدمين، مما يقلل الاعتماد على البلاغات اليدوية بنسبة تجاوزت 70٪.

بالإضافة إلى ذلك، تستخدم المنصة معالجة اللغة الطبيعية (NLP) لتحليل التعليقات والنصوص: إذا وجدت كلمات تشير إلى خطاب كراهية أو معلومات مضللة، فإنها تمنع النشر أو تحول الحالة إلى مراجعة بشرية، مما يرفع دقة التنقية ويقلل الأخطاء إلى أقل من 5٪.

٣. البحث المرئي والبحث بالفيديو (Visual & Video Search):

يعتمد Google Lens على خوارزميات رؤية حاسوبية متقدمة لتحليل المشاهد: فهو يحلل الصورة إطارًا تلو الآخر ويستخدم شبكات VLM (Vision Language Models) لربط الصورة بوصف نصي دقيق، ثم يعرض النتائج فورًا عند البحث المباشر داخل التطبيق.

في تيك توك، تتيح ميزة “Search by Video Clip” اختيار مقطع فيديو قصير — ويقوم النظام بتحليله إلى إطاراته الرئيسية ومراجعة قاعدة بيانات المحتوى لاقتراح مقاطع مماثلة أو مطالبات هاشتاج مرتبطة بالصوت والصورة، مما يعزز اكتشاف المحتوى الإبداعي داخل المنصة نفسها.

٤. المساعدات الذكية داخل المنصة (Chatbots & AI Copilots):

مساعد "Iris" من Flick هو مساعد ذكي مدمج في أدوات التسويق، يعالج أداء منشوراتك ويقترح جداول زمنية للنشر بناءً على أنماط التفاعل، ويستخدم خوارزميات تنبؤية لتحديد أفضل أوقات النشر وأسلوب الكتابة لجذب أكبر عدد من المتابعين.

يوظف Predis.ai نماذج لغوية كبيرة (LLMs) لإنشاء نصوص إعلانية وتصميمات فيديو قصيرة مُعدّة للحملات، مع إمكانية إجراء اختبارات A/B متتابعة لقياس معدل النقر والاشتراك وتحسين العائد على الاستثمار (ROI) لحملاتك.

٥. تحليل المشاعر والتعليقات (Sentiment Analysis):

تستخدم منصات مثل Sprinklr الذكاء الاصطناعي لتحليل نبرة التعليقات — إيجابية، سلبية، أو محايدة — وترسل لك تقارير آنية عن شعور جمهورك تجاه منشوراتك أو منتجاتك، مما يساعدك على الاستجابة بسرعة وتعزيز ثقة المستخدمين.

باستخدام نماذج تحليل المشاعر، تستطيع العلامات التجارية تحديد الكلمات المفتاحية الأكثر تأثيرًا وتجنب النشر في لحظات التوتر أو الجدل، مما يحسن سمعة الحساب ويقلل من الأزمات المحتملة على الشبكات الاجتماعية.

كيف تختار تطبيق ذكاء اصطناعي للشبكات الاجتماعية؟

لاختيار تطبيق فعّال ويستحق التثبيت، ركّز على ثلاثة محاور رئيسية: التقييمات وتجارب المستخدمين، سياسات الخصوصية والشفافية، وتجربة النموذج بمهام واقعية بسيطة.

1. التقييمات وتجارب المستخدمين:

التقييمات العالية (٤ نجوم فأكثر) وعدد كبير من المراجعات الإيجابية يمنحك انطباعًا أوليًا عن جودة واستقرار التطبيق؛ فـ ٧٦% من التطبيقات الناجحة تحقق تقييمات ≥٤ نجوم في متاجر التطبيقات.

يقرأ المستخدمون التعليقات قبل التحميل — ٩٠% يبحثون عنها و٧٩% يطلعون عليها قبل تثبيت التطبيق — فهي مصدر رئيسي للثقة والتحذير من المشاكل المحتملة.

انتبه للكلمات المتكررة في المراجعات الحديثة: إذا كان الكثيرون يصفون التطبيق بأنه "سريع" أو "دقيق"، فهذا مؤشر إيجابي، أما إذا كانت هناك شكاوى من "تعطل" أو "بطء"، فهذا مؤشر خطر.

2. سياسات الخصوصية والشفافية:

افتح صفحة الخصوصية وتحقق من البيانات التي يطلبها التطبيق — مثل الكاميرا أو الموقع أو جهات الاتصال — يجب أن يكون ذلك منطقيًا مع وظائفه المعلنة، وألا يجمع بيانات إضافية دون سبب واضح.

إذا كان التطبيق يدعم وضع عدم الاتصال (Offline) أو تقنيات التعلم الموحد (Federated Learning)، فهذا يعني أن الخصوصية محفوظة على جهازك ولا تُنقل البيانات إلى خوادم خارجية، مما يساعدك على حماية معلوماتك الشخصية.

ابحث عن إشارات إلى "الخصوصية حسب التصميم" (Privacy by Design) أو "التشفير من طرف إلى طرف" (End-to-End Encryption) في الوثائق الرسمية؛ فالتطبيقات التي تستخدم هذه المصطلحات تمنحك ضمانًا أكبر لسرية بياناتك.

3. جرّب النموذج بمهام بسيطة:

حدد ٢–٣ مهام واقعية يومية — على سبيل المثال، اطلب اقتراح هاشتاج حول موضوع يهمك أو استخدم فلتر صور — وراقب ما يلي:

  • الدقة: قارن النتيجة المتوقعة بالنتيجة التي حصلت عليها؛ معدل نجاح ≥٨۰٪ يعتبر جيدًا.
  • السرعة: كلما كانت الاستجابة أقل من ٥٠٠ مللي ثانية، كان ذلك دليلًا على معالجة محلية قوية (Edge AI).
  • ثبات الأداء: جرّب المهمة مرتين أو ثلاث مرات تحت ظروف شبكة مختلفة (Wi-Fi و4G) وتأكد من أن الأداء متسق.

إذا وجدت أن التطبيق يقدم نتائج متقلبة أو يتباطأ تحت الضغط، فقد يكون مفيدًا للمراجعة ولكنه ليس مثاليًا للاستخدام المهني أو الحملات الكبيرة.

نصائح للاستفادة القصوى

1. فعّل الميزات حسب الحاجة:

عندما توقف خاصية التشغيل التلقائي (Auto-play) لمقاطع الفيديو غير المهمة، فإنك تقلل بشكل كبير من استهلاك البطارية والبيانات، خاصة في التطبيقات التي تستهلك الكثير من الموارد مثل إنستجرام وتيك توك وغيرها.

توفر معظم منصات الشبكات الاجتماعية (فيسبوك، يوتيوب، X) خيار إيقاف التشغيل التلقائي في الإعدادات الداخلية للتطبيق؛ عند تعطيلها، لا تعمل مقاطع الفيديو إلا عند الضغط على زر "Play"، مما يوفر بياناتك.

أوقف أيضًا خاصية تحديث التطبيقات في الخلفية (Background App Refresh) في إعدادات جهازك لمنع التطبيقات من التحديث المستمر، والذي يُعد من أكثر العمليات استهلاكًا للبطارية والبيانات وفقًا لتقرير Lifewire.

إذا كنت تستخدم نظام أندرويد، فَعّل وضع "توفير البيانات" (Data Saver) أو "توفير البطارية" (Battery Saver) لأن النظام نفسه يمنع التشغيل التلقائي للفيديوهات ويضبط نشاط الخلفية للحفاظ على الطاقة.

2. حدّث التطبيق أولاً بأول:

غالبًا ما تأتي التحديثات الدورية للتطبيقات بنماذج ذكاء اصطناعي محسّنة وأخف وزنًا، مما يجعلها تعمل بسرعة ودقة أكبر على جهازك مقارنة بالإصدارات القديمة.

قم بتنزيل التحديثات دائمًا عبر شبكة Wi-Fi، لأن حجمها قد يكون كبيرًا وتحديثها عبر بيانات الهاتف قد يهدر باقتك وقد يستهلك بطارية إضافية بحسب مجلة Time.

راجع ملاحظات الإصدار (Release Notes) لكل تحديث جديد؛ قد تجد فيها تفاصيل عن تحسينات الأداء وتقليل استنزاف الموارد، وعادة ما تندرج تحت بند "Optimized CPU & Battery Usage".

3. استخدم وضع عدم الاتصال (Offline Mode):

حمّل حزم اللغات أو النماذج المدمجة داخل التطبيق قبل قطع الاتصال بالإنترنت، كما تفعل في ترجمة جوجل أو بعض تطبيقات التعرف الضوئي على الحروف (OCR) المدعومة بالذكاء الاصطناعي، لكي يعمل الذكاء الاصطناعي محليًا ويضمن خصوصيتك.

تقلل المعالجة المحلية (On-device AI) من الاعتماد على الخوادم السحابية وتمنع تبادل البيانات الحساسة أثناء النقل، لذا فإن استخدام وضع عدم الاتصال يحمي خصوصيتك ويقلل استهلاك الشبكة.

كما يمنع وضع عدم الاتصال التأخيرات الناتجة عن ضعف الإشارة، خاصة في الأماكن البعيدة، مما يجعل تجربة استخدام الذكاء الاصطناعي على الهاتف سلسة حتى بدون اتصال بالإنترنت.

التحديات والمخاطر المحتملة لاستخدام الذكاء الاصطناعي على الشبكات الاجتماعية

رغم المزايا الواضحة لتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي، يواجه المستخدمون والمسوقون عدة تحديات ومخاطر ينبغي الانتباه إليها:

1. الخصوصية وحماية البيانات:

مع اعتماد أنظمة الذكاء الاصطناعي على جمع كميات هائلة من البيانات مثل سجل التصفح، وتفضيلات المستخدم، وحتى البيانات البيومترية في بعض التطبيقات، يزداد قلق المستخدمين بشأن سرية معلوماتهم. في كثير من الحالات، يتم نقل البيانات إلى الخوادم السحابية دون تشفير كافٍ أو دون إعطاء المستخدمين حق اختيار واضح لنوع البيانات المجمعة وكيفية استخدامها.

التوصية: تأكد من قراءة سياسات الخصوصية لكل تطبيق ذكاء اصطناعي قبل تثبيته، وفعّل خيارات "الخصوصية حسب التصميم" (Privacy by Design) أو "التعلم الموحد" (Federated Learning) متى كانت متاحة.

2. التحيّز في الخوارزميات (Bias):

يعتمد الذكاء الاصطناعي على بيانات تدريبية قد تكون متحيزة بطبيعتها، سواء بسبب تمثيل غير متوازن لمجموعات سكانية معينة أو بسبب خطأ بشري أثناء تصنيف البيانات. قد يؤدي هذا إلى عرض محتوى غير مناسب أو تهميش فئات معينة.

التوصية: احرص على أن توضح المنصة أو الأدوات التي تستخدمها نسب وتوزيع البيانات التدريبية، وأن تكون هناك آليات للمراجعة الدورية للخوارزميات لكشف أي انحياز محتمل.

3. الاعتماد المفرط وتقليل التفكير الإبداعي:

عندما يعتمد المسوقون والمبدعون على أدوات الذكاء الاصطناعي في توليد المحتوى أو اختيار الصور والفلاتر، قد يتقلص وهج الإبداع الإنساني ويتحول دورهم إلى "مُشرفين" بدلًا من "مبتكرين". قد يؤدي هذا إلى خفض جودة المحتوى على المدى البعيد ويجعل القصص أقل تفاعلية إنسانيًا.

التوصية: استخدم الذكاء الاصطناعي كمساعد لتحسين السرعة والكفاءة، لكن احتفظ بدورك الإبداعي في اختيار الفكرة الأساسية واللمسات النهائية.

4. المخاطر الأمنية والاختراق:

بما أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تعالج كميات ضخمة من البيانات وتستخدم خوارزميات معقدة، فهي تُعد هدفًا مغريًا للمهاجمين لاختراقها وسرقة البيانات أو تحويلها إلى معلومات مضللة. إذا تم اختراق خادم معالجة البيانات، فقد تتسرب معلومات شخصية أو استراتيجيات إعلانية حساسة.

التوصية: تأكد من أن الأدوات تستخدم بروتوكولات "التشفير من طرف إلى طرف" (End-to-End Encryption)، وتتلقى تحديثات أمان دورية، ولديها فريق معني بالتعامل السريع مع الثغرات.

الاتجاهات المستقبلية والتطورات القادمة في الذكاء الاصطناعي على الشبكات الاجتماعية

يتطور عالم الذكاء الاصطناعي بسرعة، وهناك اتجاهات جديدة تشكّل مستقبل المحتوى والتفاعل على الشبكات الاجتماعية. من أهم الابتكارات المتوقعة في الفترة المقبلة:

1. الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) في تصميم المحتوى:

تقنيات مثل نماذج GANs وأنظمة Diffusion Models ستتمكن من إنشاء صور ومقاطع فيديو ونصوص عالية الجودة تلقائيًا. سيتيح هذا للمسوقين إنشاء حملات إعلانية متكاملة، من الصورة إلى الكتابة، بخطوات بسيطة جدًا ودون الحاجة إلى مصمم أو كاتب نصوص محترف لكل بند.

2. الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR) المرتبطان بالذكاء الاصطناعي:

سنرى منصات الشبكات الاجتماعية تدمج تقنيات الواقع المعزز مع تنبؤات الذكاء الاصطناعي لتخصيص تجربة المستخدم. مثال: يمكنك استخدام كاميرا هاتفك لترى إعلانًا "يظهر" في غرفتك بشكل واقعي، بينما يحدد الذكاء الاصطناعي العناصر الموجودة في المشهد ويوجه الصورة ثلاثية الأبعاد بإتقان.

3. دمج الذكاء الاصطناعي في منصات الميتافيرس والتطبيقات الصوتية:

مع تزايد الحديث عن "الميتافيرس"، ستدعم منصات الذكاء الاصطناعي خلق بيئات ثلاثية الأبعاد، كما ستتكامل مع المساعدات الصوتية المدعومة بالذكاء الاصطناعي لقراءة المحتوى أو تقديم ردود صوتية فورية للمتابعين دون الحاجة إلى الكتابة.

4. تحليل البيانات الفوري عبر الحوسبة المتطورة (Edge Computing):

الجيل القادم من المعالجات والأجهزة المخصصة للذكاء الاصطناعي (Edge AI Chips) سيجعل تحليل البيانات ومعالجة الصور والفيديو يحدث على جهاز المستخدم نفسه دون إرسال كل شيء إلى الخوادم السحابية. سيقلل هذا من زمن الاستجابة (Latency) ويُحسّن تجربة المستخدم ويوفر استهلاك البيانات.

خلاصة القول، يقدم الذكاء الاصطناعي مجموعة واسعة من الأدوات التي تساعدك على تحسين تجربة المستخدم، وتنقية المحتوى، وزيادة العائد الإعلاني على الشبكات الاجتماعية. من التخصيص الدقيق للمحتوى وتنقية التعليقات، إلى التوصيات الذكية وتحليلات الجمهور المتقدمة، كل تقنية لها دور حاسم في بناء وجود قوي وموثوق على الإنترنت.

في المقابل، ينبغي عليك الانتباه للتحديات مثل حماية الخصوصية، ومعالجة الانحياز، والاعتماد المفرط على الخوارزميات، واختيار الحلول التي توفر الشفافية والأمان دائمًا. بالنسبة للمسوقين والمبدعين، سيكون دمج الذكاء الاصطناعي بشكل مدروس هو المفتاح لنجاح الحملات وتوفير الوقت والجهد في آن واحد.

نصيحتنا الأخيرة: جرّب بنفسك الأدوات المختلفة، وقيّمها بناءً على دقتها وسرعتها ومدى توافقها مع قيمك واستراتيجية علامتك التجارية. مع تطور الاتجاهات المستقبلية من الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى الميتافيرس، ستتمكن من تغيير طرق تواصلك مع جمهورك وتقديم محتوى أكثر إبداعًا وجاذبية لهم.

الأسئلة الشائعة عن الذكاء الاصطناعى على السوشيال ميديا FAQ

هل ينتهك استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في تصميم المنشورات حقوق الملكية الفكرية؟

عند استخدام أدوات تعتمد على نماذج توليد المحتوى، يجب التأكد من أن بيانات التدريب قانونية ومفتوحة للاستخدام التجاري. بعض التطبيقات توفر تراخيص صريحة، أما إذا كانت النماذج مدربة على محتوى محمي بحقوق، فقد تواجه قضايا قانونية.

كيف أتأكد من أن خوارزمية توصية المحتوى لا تعرض مقاطع ضارة أو مضللة؟

تعتمد المنصة على آليات تنقية ومراقبة محتوى قوية مثل معالجة اللغة الطبيعية ورؤية الحاسب المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مع مراجعة بشرية للحالات الغامضة. يُنصح بتفعيل الرقابة الأبوية والإبلاغ عن أي محتوى مسيء فورًا.

هل يمكن لأي شخص بدون معرفة تقنية استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الجمهور؟

نعم، معظم أدوات التحليلات المدعومة بالذكاء الاصطناعي توفر واجهات رسومية سهلة (Dashboard). يكفي ربط حساباتك في السوشيال ميديا بالتطبيق لتظهر لك تقارير وتوصيات مباشرة دون الحاجة لكتابة أكواد.

ما الفرق بين الذكاء الاصطناعي التقليدي وMachine Learning وDeep Learning في تطبيقات السوشيال ميديا؟

الذكاء الاصطناعي التقليدي يعتمد على قواعد مكتوبة يدويًا للتعرف على أنماط بسيطة. Machine Learning يدرب نماذج رياضية على بيانات مصنفة مسبقًا ليصنف المزيد لاحقًا. Deep Learning يستخدم شبكات عصبية عميقة لاستخلاص خصائص معقدة، ويُستخدم في تحليل الصور والفيديوهات والتعرف على الصوت في الوقت الفعلي.

هل يمكن الاعتماد كليًا على توصيات الذكاء الاصطناعي في وضع استراتيجية المحتوى؟

رغم دقة وتحديث بيانات توصيات الذكاء الاصطناعي، يظل الإبداع البشري وتوجه العلامة التجارية أمرًا أساسيًا. أفضل نهج هو الدمج بين القراءات الإحصائية للذكاء الاصطناعي والأفكار البشرية لضمان محتوى جذاب ومتسق مع الهوية.

About the author

حسام السعود
في موبتك، نوفر لك شروحات ودروساً عملية في الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته التقنية. أهلاً بك فى مدونة موبتك

Post a Comment