كيف نستخدام الذكاء الاصطناعى فى الخير؟

الذكاء الاصطناعي أمل جديد لخدمة الإنسانية عبر تحسين الحياة وترسيخ الخير. فى هذه المقالة سنوضح كيف نستخدم الذكاء الاصطناعى فى الخير بطرق العصر الحديث.

يا له من أمر رائع حين نستخدم الذكاء الاصطناعي (AI) بشكل صحيح وبنية حسنة! فهو يُحدث تغييرًا كبيرًا في حياة الناس ويفتح آفاقًا واسعة للأمل والإبداع والمبادرات التي ترتقي بالمجتمع وتساعد أفراده على العيش بشكل أفضل بروح من التعاون والتعاطف. هذا المقال يقدم لكم حديثًا عفويًا وسلسًا، بعيدًا عن التعقيد والمصطلحات الرسمية المفرطة، حتى تصل فكرتنا بوضوح وتعيشوا معنا الشعور ذاته بالراحة والبساطة. فالأمر ليس مجرد نظريات جافة، بل هو حديث ودّي، كما لو كنت تجلس مع صديقك المقرّب وتشاركه رأيك في هذه القضايا. وموضوعنا اليوم هو: كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يخدم الإنسانية ويسهم في فعل الخير.

كيف نستخدم الذكاء الاصطناعي في الخير؟
كيف نستخدم الذكاء الاصطناعي في الخير؟

قبل أن نبدأ: ما هو الذكاء الاصطناعي؟

بصراحة، قد يبدو المصطلح كبيرًا وغريبًا بعض الشيء على مسامع الناس، لكنه تقليديًا يعبّر عن البرمجيات والأنظمة التي تحاكي طريقة التفكير البشري في اتخاذ القرارات وحل المشكلات.

على سبيل المثال، إذا استخدمت هاتفك لإجراء بحث صوتي وحصلت على إجابة في غضون ثوانٍ، فهذا مثال مبسط على الذكاء الاصطناعي الذي يعمل خلف الكواليس. أو إذا فتحت تطبيقًا يقترح عليك فيلمًا يناسب ذوقك بناءً على ما شاهدته سابقًا، فهذا أيضًا واقع وليس خيالًا.

بشكل عام، هو عبارة عن برامج تتعلم وتتصرف كالبشر إلى حد ما، ولكن ليس بنفس الدرجة من الإنسانية والمشاعر. ومن الجدير بالذكر أن هناك مستويات عديدة من الذكاء الاصطناعي؛ منها البسيط الذي يقتصر على قواعد محددة، ومنها المتطور الذي يعتمد على التعلم العميق والشبكات العصبية.

لماذا نستخدم الذكاء الاصطناعي في الخير؟

بالطبع، يرى الكثيرون أن التكنولوجيا تقتصر على الجوانب المادية أو المصالح الشخصية أو الأعمال التجارية، لكن الحقيقة هي أننا إذا أحسنّا استخدام الذكاء الاصطناعي، يمكننا أن ننجز به أمورًا عظيمة ونوجهه لخدمة الناس.

بدأت العديد من المؤسسات الخيرية ودور الأيتام والمستشفيات بالتعاون مع شركات تقنية لتوفير أنظمة ذكية تساعدها في:

  • توصيل المساعدات للمحتاجين بذكاء وفعالية أكبر من الطرق التقليدية.
  • تحديد المناطق الأشد احتياجًا عبر تحليل صور الأقمار الصناعية لتحديد مواقع الكوارث.
  • تطوير تطبيقات تعليمية ذكية للأطفال فاقدي الرعاية، تتحدث بلغة قريبة منهم وتفهم مستواهم الدراسي.
  • ابتكارات طبية تشخص الأمراض بسرعة وتساعد الأطباء على اتخاذ قرارات دقيقة قبل تفاقم حالة المريض.

هذه الأمور بسيطة وبعيدة عن التعقيد. عندما نفهم الموضوع بشكل صحيح ونوجه مواردنا بالشكل المناسب، يصبح الذكاء الاصطناعي شريكًا فاعلاً، لا مجرد أداة أخرى.

أمثلة حقيقية ومبسطة

الخير على أرض الواقع:

كمثال بسيط، هناك مؤسسة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتنظيم توزيع الأرز والسكر في أوقات الأزمات. الفائدة لا تقتصر على سرعة التوزيع، بل تمتد لتقليل الهدر والوصول إلى الأسر الأشد حاجة بناءً على بيانات حقيقية وموثوقة. فبدلًا من وقوف الناس في طوابير طويلة في الشوارع خلال الأزمات دون معرفة من يستحق الأولوية، تقوم أنظمة ذكية بفحص البيانات وتحديد المستحقين وتوقيت ومكان استلام المساعدات.

تعليم أطفال الأيتام بطريقة تفاعلية:

في بعض الجمعيات التي ترعى الأيتام، تم التركيز على استخدام تطبيقات تعليمية مدعومة بـ الذكاء الاصطناعي لتعليم الأطفال القراءة والكتابة. عندما يخطئ الطفل في إجابة ما، يقدم له التطبيق تلميحات بسيطة على الفور. ليس هذا فحسب، بل يتحدث معه بلهجة مألوفة لديه ويمنحه مكافآت افتراضية عندما يحسن الأداء. الجميل في الأمر أن الطفل لا يشعر بأنه في درس تقليدي، بل يتعلم وكأنه يلعب، وفي الوقت نفسه، يتمكن المسؤولون من متابعة مستوى كل طفل بسهولة.

مساعدات للمسنين والمرضى:

تخيل روبوتًا صغيرًا في منزل أحد كبار السن، يستجيب لأوامرهم، ويعدّ لهم قائمة بالملابس التي يرغبون في غسلها، ويذكرهم بمواعيد الأطباء. كل هذا يعتمد على الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة لتسهيل حياة الأشخاص الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة. هناك العديد من المشاريع في دول مختلفة تركز على روبوتات ذات طابع إنساني وبرمجة حساسة، تستطيع حتى أن تستمع إلى كبير السن وتوجه له كلمات لطيفة تبعث على الفرح، أو تقدم له الدواء في موعده المحدد.

تنظيم حملات تبرع بالدم بنظام ذكي:

بدأت بعض الجهات الخيرية في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد أوقات الذروة لحملات التبرع بالدم واستهداف المتبرعين المحتملين. يجمع النظام بيانات بسيطة مثل مواعيد الفعاليات الرياضية والمهرجانات القريبة، بالإضافة إلى بيانات المستشفيات حول حاجتها لفصائل دم معينة. وبناءً على هذا التحليل، يرسل تنبيهات مبكرة للجمهور مثل: "نحتاج اليوم إلى متبرعين بفصيلة الدم O- في الحي الفلاني"، مما يوفر وقت وجهد الناس بدلًا من التنقل بين مراكز التبرع دون جدوى في اليوم غير المناسب.

منصة ذكية لتخصيص وجبات غذائية للمحتاجين:

تقدم بعض الجمعيات وجبات جاهزة للمستحقين، لكن في بعض الأحيان تكون الحصص غير مناسبة لاحتياجات مريض أو شخص مسن. تستخدم هذه المنصة الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات صحية بسيطة (مثل حساسية الطعام أو الأمراض المزمنة) وبناءً عليها تحدد الوجبة الأنسب. على سبيل المثال، إذا كان الشخص مصابًا بالسكري أو ارتفاع ضغط الدم، يرشح له النظام وجبة قليلة الكربوهيدرات وغنية بالخضروات المطبوخة بطريقة صحية. وإذا كانت هناك عائلة لديها أطفال صغار يحتاجون إلى سعرات حرارية عالية، تقترح المنصة وجبات مغذية تحتوي على الحليب كامل الدسم أو البيض المسلوق. بذلك، نضمن أن المساعدات تصل بقيمة غذائية حقيقية وليست مجرد كميات ثابتة.

تطبيق ذكي لإرشاد المتطوعين في الكوارث:

في أوقات الكوارث الطبيعية كالحرائق أو الفيضانات، يرغب العديد من المتطوعين في المساعدة لكنهم لا يعرفون من أين يبدأون أو أين يوجد الأفراد والعائلات المحتاجة. يستخدم هذا التطبيق الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الواردة من الجهات الرسمية وتغريدات الاستغاثة على وسائل التواصل الاجتماعي. بعد ذلك، يعرض خريطة تفاعلية بسيطة على الهاتف توضح المناطق الحرجة وأنواع المساعدات المطلوبة (مواد غذائية، ملابس، إسعافات أولية). كما يوفر دليلًا للمتطوعين حول قواعد التعامل الأساسية مع كل حالة، ويتيح للمتطوع تسجيل وجوده في الوقت الفعلي لتوزيع الموارد بشكل منظم وتجنب التكدس في مكان واحد.

روبوت بسيط لتنظيف الشوارع في الأحياء الشعبية:

في العديد من الأحياء الشعبية، قد لا تكون خدمات النظافة منتظمة، مما يجعل التخلص من القمامة تحديًا كبيرًا. يمكن لروبوت صغير يعمل بالذكاء الاصطناعي، يتم تركيبه على مركبات صغيرة أو يعمل بشكل مستقل في ساعات محددة، أن يجمع المخلفات الصغيرة ويحدد مناطق تراكم القمامة. الروبوت مزود بكاميرات وحساسات لتصنيف نوع النفايات (بلاستيك، ورق، عضوية)، ويرسل تقارير دورية لاتحادات الأحياء لوضع حاويات مخصصة. كما يمكنه العمل ليلًا لتقليل الفوضى والحفاظ على نظافة الشارع في الصباح، مما يخفف العبء عن شباب الأحياء وعمال النظافة ويتيح لهم التركيز على مهام أخرى.

نظام متكامل لرصد الأطفال المفقودين:

للأسف، تحدث حالات اختفاء للأطفال في المناطق الحضرية والريفية، ويتكبد الأهالي عناء البحث لفترات طويلة. يستخدم هذا النظام الذكاء الاصطناعي لتحليل لقطات كاميرات المراقبة في الشوارع والأسواق والأماكن العامة، ويقوم بمطابقة وجوه الأطفال المبلغ عن فقدانهم مع قاعدة بيانات للوجوه محفوظة لدى الجهات الخيرية والشرطة. عند حدوث أي تطابق، يتم إرسال إنذار فوري للأهالي والجهات المعنية للتحرك السريع واستعادة الطفل قبل تفاقم الأمور. وبهذه الطريقة، تقل حالات الاختفاء طويل الأمد وتكاليف البحث الميداني المكثف.

كيف نبدأ ونستخدم الذكاء الاصطناعي في الخير؟

ليس من الضروري أن تكون مبرمجًا عبقريًا لتبدأ في هذا المجال. يمكنك أن تبدأ ببساطة وتتعلم بعض الأساسيات، وستجد أدوات مفتوحة المصدر ومنصات جاهزة يمكنك استخدامها، أو يمكنك التعاون مع مجموعات ناشطة في المجال البيئي والأعمال الخيرية للاستفادة من هذه المنصات.

الخطوة الأولى: الفهم والتوجيه:

قبل أن تندفع نحو كتابة الأكواد، خذ وقتك لتفهم كيف يعمل الذكاء الاصطناعي، والمفاهيم الأساسية مثل التعلم الآلي والشبكات العصبية، وفائدة كل منها في المشاريع الخيرية، مع تحديد احتياجات الناس الحقيقية.

إذا لم تكن مهندسًا، يمكنك حضور دورات مبسطة عبر الإنترنت والمشاركة في ندوات وبث مباشر لتكوين خلفية تقنية وفهم الفكرة الكلية وكيفية تطبيقها في مجال الخير.

الخطوة الثانية: أدوات مجانية ومتاحة:

في عالم المصادر المفتوحة، ستجد منصات جاهزة تساعدك على البدء دون إنفاق الكثير من المال. على رأسها منصات تدريب النماذج الجاهزة لتصنيف الصور والنصوص. ابحث عن المواقع التي تقدم نماذج مدربة مسبقًا (pre-trained) وتجارب مجانية يمكنك الاستفادة منها.

الأدوات التي قد تفيدك:

  • نماذج تحليل النصوص لتصنيف التغريدات حول الدورات التعليمية وإرسال تقارير دورية للمؤسسات الخيرية على فيسبوك أو X (تويتر سابقًا).
  • نماذج كشف الأجسام في الصور لمعرفة مَن مِن كبار السن يحتاج إلى مساعدة بدقة أكبر. فالبرنامج يحلل الصورة ويخبرنا: "هذا الشخص يسير بمفرده، ويبدو أنه يحتاج للمساعدة".
  • برامج الدردشة الذكية (Chatbots) التي ترد على استفسارات الأشخاص الباحثين عن خدمات رعاية طبية.

هذه أدوات بسيطة لا تتطلب خبرة كبيرة، لكنها تحتاج إلى الصبر والتعلم التدريجي.

الخطوة الثالثة: التعاون مع الجمعيات والمدارس:

تذكر أنك إذا عملت بمفردك، قد تضيع وسط هذا المجال الواسع. لكن إذا تواصلت مع مدرسة تحتاج إلى تطوير تعليم الأطفال، أو جمعية ناشئة تنظم حملات تبرعات، شاركهم فكرتك وقدم لهم نموذجًا أوليًا بسيطًا يوضح كيف يمكن لـ الذكاء الاصطناعي أن يساعدهم.

على سبيل المثال، يمكنك بناء نموذج أولي لموقع ويب يرسل تنبيهات تلقائية للمتبرعين عند وجود نقص في المخزون. هذا التطبيق يستخدم الذكاء الاصطناعي لمراجعة تاريخ التبرعات وربطه بالمناسبات (مثل الأعياد) ليحدد ما هو المطلوب وكميته.

نصائح عفوية للتطبيق والتطوير

ابتعد عن التعقيد المبالغ فيه:

يميل الكثيرون إلى استعراض مهاراتهم في البرمجة وإضافة خوارزميات لا ضرورة لها. عليك أن تفكر أولًا في الهدف الذي تريد تحقيقه وما الفائدة التي ستعود على الناس من عملك. بعد ذلك، ابدأ في التطوير وحدد أولوياتك بناءً على متطلبات الناس الحقيقية.

ليس من الضروري أن يكون كل مشروع متكاملًا وضخمًا. ابدأ بشيء بسيط وعملي، وانشره بين الفئة التي ستستفيد منه فعلًا.

ابحث عن البيانات الصحيحة:

البيانات هي وقود الذكاء الاصطناعي. إذا لم تكن لديك بيانات دقيقة وصحيحة، فستحصل في النهاية على نتائج خاطئة، مهما كان الكود الذي كتبته قويًا.

ابحث عن جهات حكومية أو مدنية توفر بيانات مفتوحة المصدر، أو قم بإجراء استطلاعات ميدانية بسيطة واجمع المعلومات من الناس بنفسك إن أمكن. فالبيانات الحقيقية تحدث فرقًا كبيرًا في النتائج.

تأكد من الالتزام بالأخلاقيات والخصوصية:

بما أننا نتحدث عن فعل الخير، يجب أن نتأكد من أننا لا ننتهك خصوصية الناس أو نستخدم بياناتهم دون موافقتهم. فهذا قد يسبب مشاكل أكثر من الفائدة المرجوة.

كن دائمًا شفافًا وواضحًا. اشرح للأشخاص الذين سيتعاملون مع مشروعك كيف ستحصل على معلوماتهم وأنك ستستخدمها فقط للغرض الخيري الذي اتفقتم عليه.

أمور يجب أن تضعها في اعتبارك أثناء العمل

هناك تفاصيل صغيرة لا يزال الاهتمام بها محدودًا في عالمنا العربي، مثل جعل نموذجك اللغوي يفهم اللهجات المحلية ويتفاعل معها. هذا الأمر إن نجحت فيه، سيحدث فارقًا كبيرًا، لأن الناس سيشعرون أن الآلة تحاول حقًا التواصل معهم وليست مجرد مترجم حرفي.

كذلك، يجب أن تأخذ في الاعتبار أن البنية التحتية للإنترنت تختلف من مكان لآخر. لذا، قد يكون من المفيد اتخاذ خطوات بسيطة مثل تقليل حجم النماذج التي يتم تحميلها على الهواتف، أو استخدام أساليب ضغط البيانات حتى لا تنقطع الخدمة إذا كان الاتصال بالإنترنت غير مستقر.

فكرة أن تكون مرنًا ومستعدًا لتغيير نماذجك عند الحاجة تجعل مشروعك أكثر نجاحًا من كونه مجرد نموذج نظري مثالي على الورق.

تطبيقات مبتكرة تستخدم الذكاء الاصطناعي في الخير

تطبيق لمراقبة جودة المياه في القرى:

تخيل جهازًا صغيرًا يحتوي على حساسات للمياه ويرسل البيانات إلى برنامج ذكي يحلل نسبة الملوثات ويرسل إنذارًا إذا كانت المياه ملوثة. هذا ليس خيالًا، بل هو واقع في شراكات بين شركات تقنية وجمعيات تهتم بتوفير المياه النظيفة.

الفكرة هي أن الذكاء الاصطناعي يراقب مستوى الأملاح والمواد الكيميائية في مياه الآبار ويقدم توصيات سريعة للجهات المسؤولة قبل أن يشرب أي شخص مياهًا غير صالحة، وهو أمر بسيط سيحدث فارقًا كبيرًا في حياة من حولنا.

منصة زراعية للتنبؤ بالمحاصيل:

في العديد من المناطق الزراعية في وطننا العربي، أصبح التطور بطيئًا بعض الشيء. لكن هناك مبادرات تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الطقس والتربة وإرشاد المزارع إلى أفضل أوقات الزراعة وأنواع البذور المناسبة.

عندما يتمكن المزارع من مساعدة نفسه بمساعدة البيئة المحيطة، فإن هذا يعود بالنفع على المجتمع بأسره من خلال إنتاج أفضل وصحة أفضل.

نظام للكشف المبكر عن الأمراض في المواشي:

هناك مشاريع تركز على تحليل أصوات المواشي ونظراتها وسلوكها لمعرفة ما إذا كان هناك مرض يهدد القطيع. كل هذا يعمل بخوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تم تدريبها على بيانات مستمدة من تجارب واقعية.

عندما يتم الكشف عن مرض ما في وقت مبكر، يمكننا منع انتشار الوباء وإنقاذ آلاف الحيوانات، مما يعود بالفائدة على مجتمع المزارعين.

تطبيق للتعليم عن بعد في المناطق النائية:

في العديد من المناطق الريفية البعيدة عن المدارس والمعلمين، قد يفوت التلاميذ الدروس بسبب بعد المسافة أو صعوبة المواصلات. يستخدم هذا التطبيق الذكاء الاصطناعي لتقييم مستوى كل طالب. عندما يشاهد الطالب فيديو تعليميًا أو يجيب على أسئلة، يقدّر النموذج أخطاءه ونقاط ضعفه ويرسل له محتوى تكميليًا بسيطًا بلهجة قريبة منه. على سبيل المثال، إذا كان الطالب لا يفهم درسًا بسيطًا في الرياضيات أو اللغة الإنجليزية، يقدم له التطبيق تمارين خفيفة إضافية ويشرح له بأسلوب المعلم وبطريقة تجذب انتباهه.

كما يحتوي على جزء تعليمي تفاعلي صوتي يعمل حتى مع اتصال إنترنت ضعيف، حيث يطرح أسئلة قصيرة ويسجل الإجابات ويحللها. بعد ذلك، يمكن للآباء أو المشرفين الاطلاع على تقرير مبسط عن أداء الطالب ومتابعته مباشرة أو التدخل إذا واجه صعوبة حقيقية.

منصة ذكية لإدارة النفايات المنزلية:

تكمن المشكلة في أن جمع النفايات في المدن الصغيرة أو الأحياء الشعبية يكون أحيانًا عشوائيًا ويسبب تلوثًا. تعتمد هذه المنصة على كاميرات وحساسات في صناديق القمامة العادية، حيث يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل كمية النفايات ونوعها (بلاستيك، ورق، عضوي) ويرسل تنبيهات لعمال الجمع بالحضور لإفراغ الصندوق فقط عندما يقترب من الامتلاء. هذا يقلل من الجولات غير الضرورية للمركبات ويخفض من انبعاثات الدخان والتلوث، كما يساعد أهالي الحي على التمييز بين أنواع النفايات وتصنيفها بشكل صحيح.

وتتوفر واجهة بسيطة على الهاتف تتيح للسكان طلب سيارة مخصصة للنفايات الكبيرة (مثل الأجهزة القديمة أو الأثاث)، ويقوم النظام بترتيب المواعيد وتحديد الوقت المثالي للمرور بناءً على حركة السير في الشارع.

نظام ذكي لمراقبة جودة الهواء في المدن الصغيرة:

لا تمتلك العديد من المدن الصغيرة هنا محطات رسمية لقياس تلوث الهواء، مما يعرضنا أحيانًا لدخان الحرائق أو عوادم السيارات التي تضر بصحة الناس. هذا النظام عبارة عن حساسات موزعة في الحي، يقوم الذكاء الاصطناعي بجمع البيانات وتحليلها يوميًا. إذا اكتشف ارتفاعًا في نسبة الجسيمات الدقيقة أو غاز ثاني أكسيد الكربون، يرسل إنذارًا للسكان والمستشفيات والمدارس للحفاظ على النوافذ مغلقة وتقليل الخروج. بهذه المعلومات، يمكن للسلطات المحلية اتخاذ قرارات سريعة، مثل تخفيف حركة المركبات أو زراعة الأشجار في أماكن معينة لتخفيف التلوث.

ويمكن للمواطنين استخدام التطبيق لرؤية خريطة حية لجودة الهواء بلهجة عامية، فيسألون: "هل الهواء في الحي نظيف الآن أم لا؟" ويرد التطبيق: "مستوى التلوث منخفض، والجو مناسب للخروج لفترات قصيرة".

تطبيق لدعم ذوي الاحتياجات العقلية والاجتماعية:

يعاني الكثير من الناس من تحديات ذهنية أو اضطرابات نفسية تجعل التفاعل الاجتماعي صعبًا. يساعدهم هذا التطبيق، باستخدام الذكاء الاصطناعي، على التواصل بسهولة. يعتمد على تحليل الكلام ونبرة الصوت، ويستطيع اختيار أسلوب تواصل يناسب حالتهم النفسية. فمثلًا، إذا كان شخص ما يعاني من اكتئاب خفيف، يرسل له التطبيق رسائل صوتية تشجيعية بنبرة هادئة. وإذا كان شخص يعاني من فرط الحركة أو التوتر الاجتماعي، يقدم له تدريبات قصيرة على التنفس والاسترخاء. كما يمكنه ربطهم بمجموعات دعم افتراضية، ويضمن الذكاء الاصطناعي عدم ظهور محادثات صادمة أو غير مناسبة لهم.

ما يميز التطبيق هو أنه متاح في أي وقت، ولا يتطلب جلسة نفسية رسمية، مما يمنح المستخدم الراحة حتى يكون مستعدًا للتواصل مع متخصصين إذا لزم الأمر.

نظام ذكي لتوزيع الأدوية المجانية في المناطق المحرومة:

في العديد من المحافظات خارج المدن الكبرى، لا تصل الأدوية المجانية بشكل منتظم. يعتمد هذا النظام على قاعدة بيانات للأدوية المتوفرة وصلاحيتها، وحساسات تخزين ذكية في الصيدليات الخيرية. يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل حجم الاحتياج بناءً على السجلات الصحية ويقترح جدولًا لتوزيع الأدوية، مع إعطاء الأولوية للمناطق الأكثر حاجة. إذا تم رصد نقص في أدوية السكري أو الضغط في مناطق معينة، يرفع النظام تقريرًا تلقائيًا للجهات المعنية لتزويد الصيدلية بالدواء المطلوب. بهذه الطريقة، نقلل التكدس ونضمن وصول الأدوية للمحتاجين.

كما يتيح التطبيق للمتبرعين متابعة وصول تبرعاتهم عبر خريطة بسيطة، مما يخلق شفافية وثقة بين المجتمع والجهات الخيرية.

تطبيق ذكي لرصد حالات انقطاع الكهرباء في الأحياء الفقيرة:

تعاني الأحياء الشعبية في كثير من الأحيان من انقطاع متكرر للكهرباء دون معرفة موعد عودتها. يعتمد هذا التطبيق على هواتف السكان نفسها كحساسات. يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل بيانات استخدام الهواتف (مثل الشحن المتكرر) لتحديد نمط الانقطاع وتقديم خريطة زمنية للأحياء المتأثرة لتكون أول من تستجيب لهم فرق الصيانة. هذا يسهل حياة الأهالي لمعرفة متى يجب شحن أجهزتهم ويقلل من الإجراءات الورقية للإبلاغ.

وتظهر واجهة بسيطة للأهالي تخبرهم بلهجة عادية: "لا توجد كهرباء في الحي منذ ساعة ونصف". ويرد التطبيق: "تم تأكيد الحالة، ومن المتوقع عودة التيار خلال ساعة تقريبًا".

منصة ذكية لتنظيم حملات زراعة الأشجار في المدن:

الهواء النظيف والتشجير أمران مهمان في المدن، لكن تنظيم حملات زراعة الأشجار قد يكون صعبًا. تستخدم هذه المنصة الذكاء الاصطناعي لتحليل صور الأقمار الصناعية وبيانات الخرائط لتحديد الأماكن المناسبة للزراعة. تقترح المنصة الأوقات المناسبة لزراعة أنواع معينة من الأشجار حسب المناخ المحلي، وتربط المتطوعين بمواقع الزراعة وتقدم لهم خرائط بسيطة. بعد ذلك، يمكن للمؤسسات الخيرية إصدار تقارير تلقائية عن عدد الأشجار المزروعة والمساحات الخضراء المضافة، مما يجعل الحملات مستدامة ومنظمة.

كما يقدم قسم خاص بالأسر المشاركة نصائح بسيطة مثل: "اغرس الشتلة في عمق مناسب وحافظ على رطوبة التربة لمدة أسبوع كامل"، تفاصيل بسيطة تساعد الشخص العادي على إحداث فرق.

قصص نجاح بلمسة إنسانية

تخيل مجموعة من الشباب في حي شعبي تعاونوا مع كلية الهندسة لتطوير روبوت بسيط ونظام زراعة ذكي لمعالجة مشكلة نقص المياه في منطقتهم. استخدموا الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات ملوحة المياه الجوفية وابتكروا نظام ري بديل يحافظ على كمية المياه المطلوبة ونسبة الملوحة.

والأجمل أن القصة انتقلت إلى مدن أخرى وبدأوا في تطبيق التجربة نفسها. مثل هذه المبادرات البسيطة تجعل الناس يشعرون أن التكنولوجيا ليست بعيدة عنهم.

وفي قصة أخرى، اشتركت معلمة لغة إنجليزية في ورشة عمل تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لمساعدة الطلاب المتأخرين دراسيًا. قاموا بتطوير تطبيق يتحدث بالعامية مع الأطفال لتعليمهم مفردات إنجليزية مرتبطة بمواقف يومية، وبأسعار رمزية. تحمس الطلاب وتطور مستواهم بسرعة.

التحديات التي قد تواجهك أثناء عملك بـالذكاء الاصطناعي

بما أننا نعمل في مجال الخير، فقد تكون الموارد محدودة والدعم غير دائم. لذا، يجب أن تكون مستعدًا لمواجهة من قد يرى أن الموضوع صعب ومكلف. وهنا يأتي دورك في أن تكون لديك رؤية واضحة وتقدم أمثلة بسيطة لتحفيز الناس، وأن تعرف كيف تعمل بموارد محدودة.

وهناك أيضًا تحدي التدريب، لأن تدريب النماذج قد يستغرق وقتًا وجهدًا كبيرين. لكن إذا تعاملت مع مجموعات بيانات (datasets) صغيرة ومتخصصة، ستوفر الوقت والمال، وهذا أمر مهم خاصة مع قلة الموارد.

كذلك، هناك مسألة الثقافة الرقمية لدى الناس. صحيح أننا في عصر الإنترنت والهواتف الذكية، لكن لا يزال هناك من لا يفهم ما تعنيه التكنولوجيا المتقدمة. لذا، يجب أن تكون صبورًا في عملية التوعية وتستخدم أمثلة حية وصورًا بسيطة لإيصال المعلومة بسرعة.

خطوات عملية لبدء مشروع خيري يعتمد على الذكاء الاصطناعي

إليك ما يشبه خريطة طريق يمكنك الرجوع إليها كلما شعرت بالضياع أو عدم القدرة على المتابعة. ليس المهم من أين تبدأ، بل المهم أن تبدأ ولديك رؤية واضحة، حتى لو كانت صغيرة:

تحديد الهدف والفئة المستفيدة:

حدد بدقة المشكلة التي تريد حلها. هل هدفك هو مساعدة الأطفال في تسهيل تعليمهم، أم مساعدة كبار السن في الرعاية الصحية، أم توزيع المساعدات الغذائية؟ هذا يساعدك على تحديد البيانات والأدوات والنماذج المناسبة.

تجميع وتحضير البيانات:

إذا كنت بحاجة إلى معلومات عن احتياجات الناس، فتوجه إلى المصادر المفتوحة الحكومية أو اتفق مع جمعية لجمع البيانات الميدانية. ثم قم بتحويلها إلى صيغة تناسب النماذج التي ستبني عليها مشروعك.

اختيار النموذج المناسب:

لكل غرض في مجال الذكاء الاصطناعي نماذج جاهزة. إذا كنت ستعمل على تمييز الصور، فستجد نماذج مفتوحة المصدر. وإذا كنت ستعمل على تحليل النصوص، فهناك نماذج جاهزة لذلك. استخدمها بدلًا من البدء من الصفر لتوفير الوقت والموارد.

بناء النموذج وتدريبه:

ابدأ بأمور بسيطة مثل تصنيف الصور والفيديوهات إذا كان هدفك رصد الأماكن المحتاجة في القرى، ثم طور النموذج خطوة بخطوة إذا تطلب المشروع تفاصيل أكثر.

التجربة والاختبار:

جرب النموذج على عينات من الواقع. من المحتمل أن تواجه أخطاءً أو توقعات غير دقيقة. هنا يأتي دورك في التصحيح والتعديل حتى تصل إلى نتائج مقبولة وواقعية.

النشر والمتابعة:

بعد التأكد من دقة النموذج، جربه مع الفئة المستهدفة واستمع إلى ردود أفعالهم. استخدم هذه الملاحظات لتحسين عملك واجعل النظام مرنًا بحيث يمكنك تعديله بسرعة إذا ظهرت مستجدات.

خيال واسع وإلهام شخصي

لو كنت مكانك الآن وأرغب في بدء مشروع لخدمة الناس باستخدام الذكاء الاصطناعي، سأتبنى بعض الأفكار. وهنا أؤكد على المعلومات التي ذكرتها لتكون على دراية كاملة بالموضوع:

تطبيق صوتي لكبار السن:

تخيل تطبيقًا بسيطًا يعمل على الهاتف أو جهاز ذكي في المنزل، ويعتمد على الأوامر الصوتية فقط دون الحاجة إلى شاشة مزدحمة بالأيقونات. يستمع التطبيق لصوت الشخص عندما يقول مثلًا: "أريد أن أتمرن" أو "أشعر ببعض التعب"، فيرد عليه الذكاء الاصطناعي بنصيحة بسيطة لممارسة تمارين خفيفة في المنزل.

كما يمكن للتطبيق أن يذكره كل صباح باتباع نظام غذائي صحي، مثل: "لا تنسَ شرب الماء قبل الإفطار". الميزة هنا أنك لا تحتاج إلى خبرة تقنية معقدة، بل كل ما عليك هو تصور سيناريوهات حياة كبار السن وتعليم النموذج ليكون صديقًا لهم يفهم لهجتهم.

روبوت زراعي بسيط للشقق:

إذا كنت تسكن في شقة ولا تملك حديقة، فهذا الروبوت عبارة عن صندوق صغير به تربة وحساسات للرطوبة والضوء. يحلل الذكاء الاصطناعي حالة التربة والرطوبة ويقدم توصيات دقيقة حول أوقات الري. كما أنه مزود بكاميرا صغيرة تتعرف على حالة النبات وما إذا كان بحاجة إلى سماد أو ماء.

الفكرة هي أن تضع البذور في الروبوت، وهو يهتم بالباقي، ويقدم لك نصائح صوتية يومية، مثل: "قلل الري اليوم لأن الشمس قوية"، دون أن تشعر بتعقيد العملية.

منصة تواصل صحي بين المحتاجين والأطباء:

بدلًا من أن يقضي الناس وقتًا طويلًا في السفر والانتظار، تتيح لهم هذه المنصة إدخال بياناتهم وأعراضهم بلغة عامية. يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل هذه المعلومات وتوجيههم إلى الطبيب أو التخصص المناسب.

وحتى لو كان لديهم سؤال بسيط، مثل: "هل يمكنني تناول المسكنات قبل الأكل؟"، ترد المنصة بإجابة تلقائية مصحوبة بمصادر موثوقة. هذا يوفر الوقت والموارد ويقلل الضغط على المستشفيات.

لو أردت معرفة المزيد عن ثورة الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، تابع هذا المقال.

نظام ذكي لكشف ونشر المساعدات في الكوارث:

الفكرة هنا هي أن يجمع النظام البيانات من وسائل التواصل الاجتماعي وصور الأقمار الصناعية والفيديوهات المباشرة في حالات الطوارئ. يحلل النموذج الذكي الصور ويحدد أماكن تكدس الناس أو انهيار المباني أو مناطق نقص المياه والكهرباء. بعد ذلك، ينشر خريطة مشتركة للمؤسسات والجمعيات لمساعدتها على توزيع المساعدات بشكل أسرع وأكثر دقة.

تطبيق ترجمة فورية للهجات المحلية:

الكثير من الناس في المناطق الريفية قد لا يتقنون اللغة الفصحى. تخيل تطبيقًا خفيفًا على الهاتف يترجم الكلام الفصيح إلى اللهجات المحلية (مثل الصعيدية أو غيرها). يعتمد النظام على نماذج الذكاء الاصطناعي المدربة على هذه اللهجات، لتسهيل التواصل في المستشفيات أو المدارس.

منصة لتنظيم التبرعات العفوية:

بمعنى أنه إذا أراد شخص ما التبرع بملابس أو أدوية أو طعام، يمكنه إدخال ما لديه وكميته ومكانه. ويقوم البرنامج الذكي بتحليل هذه البيانات وربط المتبرع بأشخاص أو جهات قريبة محتاجة لهذه الأشياء. إنها أسهل وأسرع طريقة للمساعدة وربط الناس ببعضهم البعض.

روبوت تعليمي للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة:

روبوت صغير يشبه الدمية يمكنه التواصل بالكلام والحركة البسيطة. يستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحديد مستوى فهم الطفل وتكييف الأسئلة مع قدراته. يعمل الروبوت في المنزل والمدرسة، ويوفر دروسًا صوتية ومرئية بسيطة، ويحاول اكتشاف ما إذا كان الطفل بحاجة إلى مساعدة إضافية.

نظام ذكي لتوزيع المياه في القرى:

في العديد من القرى، تعتبر مشكلة المياه غير المنتظمة تحديًا كبيرًا. الفكرة هي وضع حساسات في عدادات المياه ترسل بيانات عن مستوى الاستهلاك والضغط. يراقب نموذج الذكاء الاصطناعي هذه البيانات ويرصد أماكن التسريب أو الاستهلاك غير الطبيعي ويبلغ الفنيين للتدخل قبل حدوث مشكلة كبيرة، مما يوفر المال ويقلل من هدر المياه.

هذه الأفكار ليست مجرد خيال علمي، بل هناك من يعمل عليها بالفعل، وبعضها وصل إلى مراحل تجريبية ميدانية وحقق قصص نجاح مذهلة.

التفاصيل الفنية التي يجب أن تكون أمامك

سأتحدث قليلًا عن الأدوات واللغات والتقنيات التي قد تساعدك، بشكل مبسط:

  • برمجة بايثون (Python): يستخدم الكثيرون لغة بايثون لاحتوائها على مكتبات قوية للذكاء الاصطناعي مثل TensorFlow وPyTorch، مما يسهل عليك الدخول إلى عالم التعلم العميق.
  • جافا سكريبت (JavaScript): إذا كنت ترغب في إنشاء واجهة ويب تفاعلية لمشروعك ودمج نماذج تعلم الآلة في المتصفح مباشرة، يمكنك استخدام TensorFlow.js أو ml5.js.
  • قواعد بيانات مجانية أو مفتوحة المصدر: مثل PostgreSQL أو MongoDB، يمكنك تخزين بياناتك فيها وتشغيل تحليلات بسيطة.
  • منصات استضافة مجانية أو منخفضة التكلفة: هناك خدمات سحابية (cloud) مجانية للطلاب والمبادرات غير الربحية، مما سيوفر عليك جزءًا كبيرًا من التكاليف.

كيف نُعِد المشروع للتمويل والدعم؟

إذا كانت فكرتك عظيمة وتستحق الدعم، يجب أن تكون مستعدًا لتقديم عرض مبسط وشامل للجهات المانحة أو الراعية.

لماذا هذا مهم؟ لأن الموارد المالية والمادية غالبًا ما تكون غير متاحة بسهولة. لكن إذا تمكنت من كتابة مقترح مشروع (Proposal) بسيط تشرح فيه فكرة المشروع وأهدافه واحتياجاته والنتائج المتوقعة، فستجد من يدعمك على الأقل بشكل رمزي أو معنوي.

في مقترح المشروع، يجب أن توضح:

  • الهدف من المشروع والتغيير الذي سيحدثه.
  • الفئة المستفيدة وكيف ستستفيد من الذكاء الاصطناعي في هذا السياق.
  • الموارد المطلوبة (مبرمج، مصمم واجهة، خادم استضافة، بيانات).
  • المعايير التي ستعتمد عليها لقياس النجاح (مثل عدد المستفيدين أو دقة النموذج).

التعلم المستمر والتطوير

لا يوجد شيء ثابت في مجال الذكاء الاصطناعي؛ فالتكنولوجيا تتطور كل يوم. لذا، كن دائمًا متابعًا لآخر المستجدات، واحضر ندوات عبر الإنترنت، واستمع لقصص نجاح الآخرين في هذا المجال لتستفيد من خبراتهم.

يمكنك متابعة صفحات ومجموعات متخصصة على فيسبوك ولينكدإن، والاشتراك في قنوات على تليجرام ويوتيوب، فكل هذا سيساعدك على تطوير مشروعك ومواكبة كل جديد.

في النهاية، الأمر برمته بسيط إذا كان لديك حب الخير ورغبة حقيقية في مساعدة الناس. سيكون الذكاء الاصطناعي أداة قوية تحقق لك هذه الرغبة إذا استخدمته بشكل صحيح وبنية سليمة، بدءًا من فهم المبدأ، مرورًا ببناء النماذج التجريبية وتجربتها مع الناس، وصولًا إلى استقبال الملاحظات وتحسينها باستمرار.

ليس من الضروري أن تكون خبيرًا تقنيًا لتبدأ. جرب بمشروع بسيط، وضع احتياجات الناس دائمًا في اعتبارك. ومع الوقت، ستكتسب الخبرة والثقة وستتمكن من إنجاز أمور أكبر وتوسيع دائرة الفائدة التي يقدمها مشروعك.

المهم هو أن نؤمن بأن العلم والتكنولوجيا يمكن استخدامهما لصالح البشرية وليس العكس، وأن نضع بوصلة واضحة للجمع بين الإنسانية والتكنولوجيا في كل مشروع نقوم به.

هيا بنا نبدأ بجرأة ونجعل الذكاء الاصطناعي في حياتنا وسيلة تدعم الخير وتجعل العالم من حولنا أكثر إنسانية.

الأسئلة الشائعة عن استخدام الذكاء الاصطناعي في الخير FAQ

ما أهم الفوائد من استخدام الذكاء الاصطناعي في المشاريع الخيرية؟

يساعد الذكاء الاصطناعي في تحسين دقة توزيع المساعدات وتقليل الهدر، كما يسرع في تحديد المستفيدين الأكثر احتياجًا. إضافةً إلى ذلك، يمكنه تطوير تطبيقات تعليمية وطبية ذكية تلبي احتياجات الفئات الضعيفة، ويساعد في اتخاذ قرارات قائمة على بيانات حقيقية.

هل أحتاج خبرة برمجية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في مشروع خيري؟

لا، ليس بالضرورة؛ يمكنك البدء بأدوات مفتوحة المصدر والنماذج الجاهزة عبر الإنترنت دون خبرة برمجية كبيرة. ومع نمو مشروعك وتعقيده، يُستحسن تعلم أساسيات تعلم الآلة وإدارة البيانات لتعميق الفوائد.

كيف أضمن سلامة خصوصية البيانات في مشروعي الخيري باستخدام الذكاء الاصطناعي؟

يجب جمع البيانات بإذن واضح من المستفيدين، وتحويلها إلى صيغ غير قابلة للتعقب (Anonymization)، واستخدام قواعد بيانات مشفرة وآمنة. كما ينبغي أن تكون شفافًا مع المستفيدين حول كيفية استخدام البيانات والهدف منها.

About the author

حسام السعود
في موبتك، نوفر لك شروحات ودروساً عملية في الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته التقنية. أهلاً بك فى مدونة موبتك

إرسال تعليق